سيّد بكركي
سيّد بكركي
القصيدة التي أبكت غبطة البطريرك صفير
كنت أقف على بعد أربعة أمتار من المسرح الذي اعتلاه غبطة أبينا البطريرك مار نصراللـه بطرس صفير، مع مطارنتنا وكهنتنا وراهباتنا الفاضلات، أثناء زيارته لمدرسة سيدة لبنان ـ هاريس بارك. والحق أٌقول.. إنني كنت أراقب قسمات وجهه القدسية بتمعن فضولي، فإذا بي أفاجأ بالدموع تنهمر غزيرة من عينيه، وتتلألأ بكبرياء على وجنتيه الطاهرتين، وهو يستمع إلى قصيدة الإفتتاح التي ألقاها الشاعر شربل بعيني. والظاهر أن المفاجأة قد هزّت شربل لدرجة أجبرته معها على الإعتذار من غبطته والتوقّف عن الكلام بعد أن قال:
ـ نحنا بدّك نفرّحك يا سيّدنا ما بدّنا نبكّيك.
وهنا أومأ له غبطته لمتابعة القصيدة الرائعة.
مهى بشارة
جريدة البيرق ـ العدد 728، 11/11/1993، سيدني
طَلّتَكْ.. كَمْشِةْ فَرَحْ وِدْمُوعْ
غِيَّابْ، يَا مَا تْأَمّلُوا فِيهَا
إِيدَيْنْ.. تِحْصُدْ زَهْر، تِضْوِي شْمُوعْ
وِشْفَافْ.. تِتْمَرَّنْ عَ آوِيهَا
وْسِيدْنِي الْـ صَرْلاَ شَهْر تِمْشِي طْلُوعْ
تَا تْطَالْ "قَامِه" الرَّبّ حَامِيهَا
نَخِّتْ عَ إِيدَكْ نَخِّةْ الْمَوْجُوعْ
تِزْرَع الْبَوْسِه.. وْتِسْقِيهَا
يَا بَطْرَكْ الْمَشْرِقْ.. بِصَوْت جْمُوعْ
كِلْمِةْ "يَا أَهْلا" بْحِبّ غَنِّيهَا
نِحْنَا وْلادَكْ.. نَاطْرِينْ رْجُوعْ
هَاك الْكَنَايِسْ صَعْب نِنْسِيهَا
قَلْب الطّفلْ بِـ غِرْبِتُو مَشْلُوعْ
سْنِينُو، لأَيَّا أَرْضْ، يِهْدِيهَا؟!
لُبْنَان حُلْمُو.. وِالْحُلمْ مَفْجُوعْ
وْسِيدْنِي بْتِعْطِي.. وْحَقّ يِعْطِيهَا
صَلِّي تَا نِرْجَعْ.. مَطْلَبَكْ مَسْمُوعْ
رْجُوع الرَّعِيِّه هَمّْ رَاعِيهَا
بِصْدُورْنَا.. حُبّ الأَرزْ مَزْرُوعْ
وِبْلادْنَا.. بِالدَّمّ نِفْدِيهَا
حَامِلْ صَلِيبَكْ.. مِقْتِدِي بْيَسُوعْ
وْعَتْمَاتْنَا بِالطُّهْر تِضْوِيهَا
وْمَهْمَا شْبِعْنَا لْمَخْبَزَكْ مِنْجُوعْ
يَا سَيِّدْ بْكِرْكِي.. يَا رَاعِي الشَّرْقْ
وَزْنَاتْ حُبَّكْ.. عَارْ نِخْفِيهَا!!
**
مالك طوق
ألقيتها في ذكرى أربعين الشاعر مالك طوق، في قاعة كنيسة مار مارون سيدني ـ أستراليا، يوم الأحد الواقع في 27 آب 2000
الْقَامِه طَوِيلِه.. صَعبْ تَا نْطَالاَ
غَيْر الشِّعر مَا بْيُوقَف قْبَالاَ
مالِكْ قَصِيدِه مْتَلّتِه الأَبْيَاتْ
تِعْب الْوَحِي تَا بْكَرِكْتُو شَالاَ
نَقَّى الْجَبَلْ مِنْ شيِبْتُو تَلْجَاتْ
حَدّ السَّمَا مِتْشَاوْفِه بْحَالاَ
وفَرَّقْ عَ غَابِةْ أَرِزْنَا أَرْزَاتْ
تْجَلَّى الإِلَه بْفَيِّة خْيَالاَ
بْـ "كَوْمِةْ خَطِيِّه" وَقَّع بْنَيَّاتْ
قَال الشَّرَفْ، عَ السَّكْتْ: نِيَّالاَ
عِنْدُو الْخَطِيِّه شِعْر وِحْكَايَاتْ
وْضِحْكِةْ صَبِيِّه الطُّهْر رِسْمَالاَ
"عْنَاقِيدْ" حُبُّو صَارِت تْرَيَّاتْ
بْلَيْل الْبُغضْ مَا غَصّْ مِشْعَالاَ
لُبْنَانْ أَرْضُو.. كِلِمْتُو.. صَرْخَاتْ
انْطَبْعِتْ صَلاَ عَ شْفَافْ أَبْطَالاَ
لُبْنَانْ جُرْحُو.. وكِتْرِت جْرُوحَاتْ
جْنُون الْغَدرْ مَا شَافْ عَ شْكَالاَ
بْسِيدْنِي ما جينا نْقَلِّقْ الدَّمْعَاتْ
الْغُرْبِه، عَ طُول، بْتِنْدُب طْفَالاَ
جِينَا نْرَجِّعْ غَلِّة الْكِلْمَاتْ
لِلِّي عَطَى الْكِلْمَاتْ رِسْمَالاَ
هَـ الطَّوْق.. طَوْق الْعِزّ بِالْحَزَّاتْ
إِبْن الْقَدَاسِه الْـ وَسَّعْ مْجَالاَ
بْشَرِّي بْشِعْرُو بَاقِةْ صْلاوَاتْ
بْيِسْكَرْ إِذَا بْيِسْبَحْ بِمُوَّالاَ
جَارِةْ سَمَا.. مِتْعَمِشْقَه بْغَيْمَاتْ
مِنْ صُوفْهَا.. عَمْ يِنْغِزِلْ شَالاَ
رْفِيقِةْ قَادِيشَا.. صْخُورْهَا قَلْعَاتْ
أَللـه الْوَحِيدْ الْـ غَبَّر جْبَالاَ
بْشَرِّي مَا قَالِتْ: مَاتْ.. لِمِّنْ مَاتْ
مَالِكْ، مِتِلْ جُبْرَانْ، بَعْدُو حَيّْ
بْشَرِّي قَدِيرَه تْعَيِّش رْجَالاَ
**
القصيدة التي أبكت غبطة البطريرك صفير
كنت أقف على بعد أربعة أمتار من المسرح الذي اعتلاه غبطة أبينا البطريرك مار نصراللـه بطرس صفير، مع مطارنتنا وكهنتنا وراهباتنا الفاضلات، أثناء زيارته لمدرسة سيدة لبنان ـ هاريس بارك. والحق أٌقول.. إنني كنت أراقب قسمات وجهه القدسية بتمعن فضولي، فإذا بي أفاجأ بالدموع تنهمر غزيرة من عينيه، وتتلألأ بكبرياء على وجنتيه الطاهرتين، وهو يستمع إلى قصيدة الإفتتاح التي ألقاها الشاعر شربل بعيني. والظاهر أن المفاجأة قد هزّت شربل لدرجة أجبرته معها على الإعتذار من غبطته والتوقّف عن الكلام بعد أن قال:
ـ نحنا بدّك نفرّحك يا سيّدنا ما بدّنا نبكّيك.
وهنا أومأ له غبطته لمتابعة القصيدة الرائعة.
مهى بشارة
جريدة البيرق ـ العدد 728، 11/11/1993، سيدني
طَلّتَكْ.. كَمْشِةْ فَرَحْ وِدْمُوعْ
غِيَّابْ، يَا مَا تْأَمّلُوا فِيهَا
إِيدَيْنْ.. تِحْصُدْ زَهْر، تِضْوِي شْمُوعْ
وِشْفَافْ.. تِتْمَرَّنْ عَ آوِيهَا
وْسِيدْنِي الْـ صَرْلاَ شَهْر تِمْشِي طْلُوعْ
تَا تْطَالْ "قَامِه" الرَّبّ حَامِيهَا
نَخِّتْ عَ إِيدَكْ نَخِّةْ الْمَوْجُوعْ
تِزْرَع الْبَوْسِه.. وْتِسْقِيهَا
يَا بَطْرَكْ الْمَشْرِقْ.. بِصَوْت جْمُوعْ
كِلْمِةْ "يَا أَهْلا" بْحِبّ غَنِّيهَا
نِحْنَا وْلادَكْ.. نَاطْرِينْ رْجُوعْ
هَاك الْكَنَايِسْ صَعْب نِنْسِيهَا
قَلْب الطّفلْ بِـ غِرْبِتُو مَشْلُوعْ
سْنِينُو، لأَيَّا أَرْضْ، يِهْدِيهَا؟!
لُبْنَان حُلْمُو.. وِالْحُلمْ مَفْجُوعْ
وْسِيدْنِي بْتِعْطِي.. وْحَقّ يِعْطِيهَا
صَلِّي تَا نِرْجَعْ.. مَطْلَبَكْ مَسْمُوعْ
رْجُوع الرَّعِيِّه هَمّْ رَاعِيهَا
بِصْدُورْنَا.. حُبّ الأَرزْ مَزْرُوعْ
وِبْلادْنَا.. بِالدَّمّ نِفْدِيهَا
حَامِلْ صَلِيبَكْ.. مِقْتِدِي بْيَسُوعْ
وْعَتْمَاتْنَا بِالطُّهْر تِضْوِيهَا
وْمَهْمَا شْبِعْنَا لْمَخْبَزَكْ مِنْجُوعْ
يَا سَيِّدْ بْكِرْكِي.. يَا رَاعِي الشَّرْقْ
وَزْنَاتْ حُبَّكْ.. عَارْ نِخْفِيهَا!!
**
مالك طوق
ألقيتها في ذكرى أربعين الشاعر مالك طوق، في قاعة كنيسة مار مارون سيدني ـ أستراليا، يوم الأحد الواقع في 27 آب 2000
الْقَامِه طَوِيلِه.. صَعبْ تَا نْطَالاَ
غَيْر الشِّعر مَا بْيُوقَف قْبَالاَ
مالِكْ قَصِيدِه مْتَلّتِه الأَبْيَاتْ
تِعْب الْوَحِي تَا بْكَرِكْتُو شَالاَ
نَقَّى الْجَبَلْ مِنْ شيِبْتُو تَلْجَاتْ
حَدّ السَّمَا مِتْشَاوْفِه بْحَالاَ
وفَرَّقْ عَ غَابِةْ أَرِزْنَا أَرْزَاتْ
تْجَلَّى الإِلَه بْفَيِّة خْيَالاَ
بْـ "كَوْمِةْ خَطِيِّه" وَقَّع بْنَيَّاتْ
قَال الشَّرَفْ، عَ السَّكْتْ: نِيَّالاَ
عِنْدُو الْخَطِيِّه شِعْر وِحْكَايَاتْ
وْضِحْكِةْ صَبِيِّه الطُّهْر رِسْمَالاَ
"عْنَاقِيدْ" حُبُّو صَارِت تْرَيَّاتْ
بْلَيْل الْبُغضْ مَا غَصّْ مِشْعَالاَ
لُبْنَانْ أَرْضُو.. كِلِمْتُو.. صَرْخَاتْ
انْطَبْعِتْ صَلاَ عَ شْفَافْ أَبْطَالاَ
لُبْنَانْ جُرْحُو.. وكِتْرِت جْرُوحَاتْ
جْنُون الْغَدرْ مَا شَافْ عَ شْكَالاَ
بْسِيدْنِي ما جينا نْقَلِّقْ الدَّمْعَاتْ
الْغُرْبِه، عَ طُول، بْتِنْدُب طْفَالاَ
جِينَا نْرَجِّعْ غَلِّة الْكِلْمَاتْ
لِلِّي عَطَى الْكِلْمَاتْ رِسْمَالاَ
هَـ الطَّوْق.. طَوْق الْعِزّ بِالْحَزَّاتْ
إِبْن الْقَدَاسِه الْـ وَسَّعْ مْجَالاَ
بْشَرِّي بْشِعْرُو بَاقِةْ صْلاوَاتْ
بْيِسْكَرْ إِذَا بْيِسْبَحْ بِمُوَّالاَ
جَارِةْ سَمَا.. مِتْعَمِشْقَه بْغَيْمَاتْ
مِنْ صُوفْهَا.. عَمْ يِنْغِزِلْ شَالاَ
رْفِيقِةْ قَادِيشَا.. صْخُورْهَا قَلْعَاتْ
أَللـه الْوَحِيدْ الْـ غَبَّر جْبَالاَ
بْشَرِّي مَا قَالِتْ: مَاتْ.. لِمِّنْ مَاتْ
مَالِكْ، مِتِلْ جُبْرَانْ، بَعْدُو حَيّْ
بْشَرِّي قَدِيرَه تْعَيِّش رْجَالاَ
**
